حول حادثة الحرم الشريف

 ( ألقيت في آخر محرم عام 1400هـ) .

الحمد لله على كل حال، ونعوذ بالله من أحوال أهل النار، نحمده سبحانه على السراء والضراء، ونشكره على ما دفع من النقم، وأزال من المحن، ونسأله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأن لا يعذبنا بسوء أعمالنا، وأن لا يعالجنا بالعقوبة، وأن يردنا إليه تائبين، مخبتين، منيبين،{ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الممتحنة: 5].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الإله الحق المبين، يبدي عزته وقدرته وقهره، ثم يلطف بعباده سبحانه، ويرحمهم، ويدفع عنهم السوء؛ ليعترفوا بضعفهم وعجزهم، فينيبوا إليه.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أزكى الورى، وأصبرهم في السراء والضراء. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.  

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، فإن تقواه جنة من عذابه، واحذروا أسباب سخطه وغضبه، فإن المعاصي تزيل النعم، وتوجب حلول النقم،{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } [النساء: 79].

عباد الله: إن هذه الفتنة الكبرى، وهذه الفجيعة العظمى، وهي انتهاك حرمات الله، وسفك الدماء ببيته الحرام، في البلد الحرام، في الشهر الحرام، إنها لمن أدهى الأمور، ومن أعظم الشرور، إنها لم تحصل قط على هذه الكيفية، لا في جاهلية ولا في إسلام.

لقد حصل شبيه بها في عام سبعة عشر وثلاثمائة من الهجرة  على يد أخبث خلق الله أبي طاهر القرمطي في اليوم الثامن من ذي الحجة، الذي قتل الحجيج وألقي جثثهم في بئر زمزم، وتحدى الله وعباد الله، ولكن لم يحصل ذلك إلا في برهة وجيزة.

أما هذه الفتنة الكبرى، والفعلة الشنعاء، فقد استمرت كما تعلمون خمسة عشر يومًا، أيامًا حسومًا، فنرى القوم فيها صرعى، يا للفجيعة!! أناس مسلمون، طوافون، مصلون ببيت الله الحرام، آمنون مطمئنون، لا يمكن أن يتصور أحدهم أنه يفزع أو يروع وهو يعرف من نفسه أنه لا يستطيع أن يروع طيرًا من طيور الحرم، أو يكسر غصنًا من غصون شجر الحرم، احترامًا لحرمات الله، وحرمات رسوله، وامتثالًا لأمر الله، وأمر رسوله. هل يقع في خلد عبد مؤمن أن تراق الدماء أمام هذا البيت الشريف، وتحت أعتابه!! وهل يمكن أن يطرأ على قلب بشر أن تضرج أجسام الحجاج والعباد فيه بالدماء، وتمتلأ جنباته من الجثث الصرعى؟!! يالها من خطيئة كبرى، ويا له من جرم عظيم، ويا له من إلحاد في الحرم، ما أعظمه!! إلحاد في أقدس بقعة على وجه الكرة الأرضية، في أشرف مكان، في شهر من أفضل الأزمان. أين الخوف من الله؟ أين الوازع الديني؟ أين التصديق بكتاب الله؟ أين الضمير الإنساني؟ أما يتذكر من أقدم على هذه الجريمة النكراء قولــه U : {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } [الحج: 25]. 

إن هذه الطائفة التي تزعم أن المهدي معها، وتدعو لمبايعته قد أقامت دليلًا واضحًا على تكذيب نفسها بما حملته من هذا السلاح الفتاك، وبما فعلته من سفك الدماء. إن المهدي لا يسفك في حرم الله دمًا، ولا يوقظ نائمًا، كما جاء في حديث أبي هريرة الذي رواه نعيم به حماد، قال أبو هريرة t : «يبايع المهدي بين الركن والمقام لا يوقظ نائمًا ولا  يهريق دمًا » ([1]). وهل المهدي يبدأ عمله بالإلحاد في الحرم، وإراقة  دماء المسلمين؟! حاشا لله.

إن المهديين من عباد الله برءاء من هذه الجريمة. إن  دعوى هذه الطائفة في المهدي أوهي من بيت العنكبوت . إنها تنكبت طريق الصواب والصراط السوي . أين علامات المهدي التي أخبر بها نبي الإسلام؟ إنه لم يحصل منها شيء، إنما هي مجرد تمن أو تضليل على السذج من حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام. لقد ضلوا وأضلوا، ولم يأتوا بدليل . إنما هي منامات ورؤى ترويها العجائز والأطفال، فجعلوها كأنها نصوص شرعية، وعملوا بمقتضاها واطمئنوا إليها . وإنما هي{ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } [النور: 39]، فنتج عن ذلك سباب العلماء والمسلمين من الأحياء والأموات وتقتيل الأبرياء والآمنين.

لقد قال r : « سباب المسلم فسوق وقتاله كفر » ([2]). فإنا لله وإنا إليه راجعون.

لقد جاء في الآثار التي تناقلها العلماء في كتبهم وذكروها في أخبار المهدي وعلامات خروجه ما يتضح بها أمره بما لا مجال للشك فيه حينما يظهر.

فمما روي في ذلك: أن من علامات خروج المهدي كسوف الشمس والقمر في شهر رمضان، وطلوع النجم المذنب، وحصول الظلمة، وسماع الأصوات الشديدة، وتحارب القبائل في شهر القعدة، وظهور الخسف.

وورد أنه يطلب منه آية فيغرس قضيبًا يابسًا في أرض يابسة فيخضر. وأنه يومئ إلى طير في الهواء فيقع على يده. وفي بعض الآثار أن من علاماته أن يخسف بالقمر أول ليلة من رمضان، والشمس في النصف منه .وورد أن من علامات خروجه أن يخسف بقرية بالشام يقال لها (حرستا)، ومن علاماته خروج جماعات من الخوارج قبل ظهوره يترأس فرقة منها رجل  يقال له (السفياني)، وفرقة يترأسها رجل يقال له: (الأبقع)، يخرج من مصر، وفرقة يترأسها رجل يقال له (الأصهب)،يخرج من بلاد الجزيرة، فتكثر بسبب ذلك الفتن حتى يعم الهرج والمرج والظلم والجور والقتل وغير ذلك من الفتن . وهذا شيء والحمد لله لم يحصل في هذه البلاد فنرى ويرى غيرنا أن هذه البلاد امتازت بالأمن والطمأنينة وتحكيم الشريعة، وإقامة الحدود الشرعية، والعمل بكتاب الله وسنة رسوله، وتعظيم شعائر الدين، وهي كما هو معلوم للجميع مأوى لكل من اضطهد في دين من جميع الأقطار الإسلامية والعربية، فكيف يسوغ لأحد أن يخرج على ولاة الأمور فيها، ويعمل هذه الأعمال في الحرم الآمن، الذي يقول الله فيه: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران:97] والمعنى: من دخله فأمنوه، أي: لا تخيفوه، ولا تزعجوه  .وأي إزعاج أعظم من إدخال السلاح، وإطلاق النار فيه، وتقتيل الأبرياء الآمنين.

إن المهدي الموعود به آخر الزمان يعظم شعائر الله، ولا يهتك محارم الله . لقد جاء وصفه في الحديث الذي أخرجه أحمد  عن أبي هريرة t قال: « يبايع المهدي بين الركن والمقام، لا يوقظ نائمًا، ولا يهريق دمًا » ([3]). أين هذا الوصف من وصف هذا المهدي المزعوم، الذي أزعج النائمين والمستيقظين، وسفك الدماء !! يا ليت هذه العملية كانت في تطهير المسجد الأقصى من أيدي اليهود الكفرة الفجرة!! يا ليتها لم تكن على المسلمين في أشرف مكان، وفي شهر من أشرف الأزمان!!.

عباد الله: إن هذه الفتنة التي مرت قبل أيام استغلها بعض من فسدت تصوراتهم، ورقت أديانهم، ونقصت عقولهم، وضعفت بصائرهم، فربما تشاءم بعضهم من طلاب العلم، ومن المتمسكين بالسنة، المحافظين على الاقتداء برسول الإسلام r من إعفاء اللحية، وقص الشارب، أو بأن يحمل معه مصحفًا، أو كتب علم. فلقد سمعنا وبلغنا عن بعض الناس كلمات تدل على التأفف من هذا الصنف.

وهذا في الحقيقة نوع من أنواع النفاق، يكشفه صاحبه للناس علنًا؛ لأنه وجد متنفسًا بزعمه، حيث إن تلك الطائفة الباغية كان بعض أفرادها معفين للحاهم، فظن لجهله أو لسوء طويته أن كل بيضاء شحمة، وكل سوداء فحمة. ويرى الورم ويحسبه شحمًا، واختلط عليه الصواب بالخطأ؛ لضعف بصيرته، وقلة فقهه. وإن الذي يتكلم به بعض الكارهين للسنة، المتصفين بمخالفة هدي الرسول r شيء ظهر على فلتات ألسنتهم لما يضمرونه من كراهية للمتمسكين بالسنة، فعندما وقعت هذه الفتنة نجم نفاق بعضهم، وسنحت لهم الفرصة في التنفيس عما تكنه ضمائرهم، ويجول في خواطرهم . وإن هذا نوع من أنواع النفاق يخشى على صاحبه من الزيغ والهلاك .وقديمًا كان المنافقون على عهده r يستهزئون برسول الله r  وأصحابه، كما قال قائلهم: ما رأينا مثل قراءنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء، يعنون رسول الله r وأصحابه القراء، فأنزل الله U قوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ } [التوبة: 65، 66].

فاحذروا عباد الله أن تنالكم هذه الآية الكريمة، وحاذروا من إطلاق ألسنتكم، والاستهزاء بالمتمسكين بالسنة، فكم متكلم بكلمة أوجبت له النار والعار، وسخط الجبار، كما جاء في الحديث الصحيح: « إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه سخطه إلى يوم يلقاه » ([4]).

  فاتقوا الله عباد الله واحفظوا ألسنتكم فإن أخطار اللسان عظيمة، وعواقبه وخيمة، وقد قال r: « وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم » ([5]).

أعوذ  بالله من الشيطان الرجيم : {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } [الإسراء: 36].

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

أول الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه سبحانه، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى  آله وأصحابه.

أما  بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى، اتقوه حق تقاته، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، إن حبل الله المتين هو هذا القرآن العظيم والذكر الحكيم، وسنة نبيه الكريم، ودينه القويم.

واعلموا أن أوجب الواجبات هو إفراده سبحانه بالعبادة يقول سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]، وإن العبادة هي ما أمر الله بها أو أمر بها رسوله r،واحذروا من مخالفة هديه r فإن هديه خير الهدى، وإن هديه r هدي وسط خيار  بين الغالي والجافي، فلقد جفا قوم حتى خرجوا عن هديه، وسلكوا الطرق المنحرفة وتحللوا من الأخلاق الفاضلة واكتفوا من الإسلام بالاسم، وما تغني الأسماء عن الحقائق، ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال.

وإن قومًا غلوا في دين الله، وتجاوزوا الحد المشروع، حتى أوجبوا على أنفسهم وعلى الناس واجبات لم يوجبها الله على عباده، وحتى جعلوا من السنن واجبات، وجعلوا من صغائر الذنوب كبائر، وكفروا المسلمين، وفسقوهم بأشياء لا توجب ذلك، حتى غلوا في دين الله، وتشبهوا بأهل الكتاب، وقد حذرنا الله من ذلك، فقال سبحانه: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ } [النساء: 171] وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 77] وهذا تحذير لهذه الأمة أن تسلك مسلكهم أو تتشبه بهم.

وإنا نحمد الله أن قضى على هذه الفتنة في مهدها، فنشكر الله وحده على ما قدر ولطف، ثم نشكر لولاة الأمور الذين عالجوا هذه القضية، حتى حصل المقصود من القضاء على هذه الطائفة، مع الحفاظ على حرمات الله وبيته المطهر وأرواح الحجاج والآمنين، وإنا نبتهل إلى الله أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته، وأن يحفظ ولاة الأمور، ويوفقهم لهداه، ويجعل عملهم في رضاه، وأن يكفيهم كل سوء ومحنة، وأن يتغمد الشهداء -شهداء بيت الله- بواسع رحمته، ويكفر عنهم سيئاتهم، ويرفع درجاتهم، ولا يفتنا بعدهم.

فاتقوا الله عباد الله، وخذوا حذركم من مضلات الفتن، وتعوذوا بالله منها، فقد روى مسلم عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله r : (( تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن )) ([6]) فامتثلوا أمر نبيكم، وليكن المسلم بصيرًا بدينه، متمسكًا بكتاب ربه، وهدي نبيه، وليكن ثابتًا لا تهزه الرياح والعواصف، ولا يجري خلف كل داع ما لم يتحقق ما هو عليه، ويعرضه على كتاب الله، وسنة رسوله، وسيرة الصحابة الكرام، وسلف هذه الأمة الذين فهموا عن الله مراده، ووضحوا ما اشتبه على غيرهم، فإنهم أهل البصيرة النافذة، والعقيدة الراسخة، أولئك هم الراسخون في العلم، ولقد قال أمير المؤمنين علي t : « الناس ثلاثة فَعَالمٌ رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق » فحذار عباد الله أن تكونوا من هذا الصنف الثالث، الذين هم همج رعاع، فتكونوا من الخاسرين في الدنيا والآخرة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25].

 

 

 

 

([1])    رواه أحمد في مسنده (2/312).

([2])    رواه البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان، رقم (48) ومسلم أيضًا في كتاب الإيمان، رقم (64).

([3])    رواه أحمد في مسنده (2/312).

([4])    رواه الترمذي في كتاب الزهد، رقم (2319) ورواه ابن ماجه في كتاب الفتن، رقم (3969).

([5])    رواه الترمذي في كتاب الإيمان رقم (2616) ورواه ابن ماجه في كتاب الفتن رقم (3973).

([6])    رواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها رقم (2867).

المرفقالحجم
Microsoft Office document icon 15حول حادثة الحرم.doc90.5 كيلوبايت
 ( ألقيت في آخر محرم عام 1400هـ) .

الحمد لله على كل حال، ونعوذ بالله من أحوال أهل النار، نحمده سبحانه على السراء والضراء، ونشكره على ما دفع من النقم، وأزال من المحن، ونسأله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأن لا يعذبنا بسوء أعمالنا، وأن لا يعالجنا بالعقوبة، وأن يردنا إليه تائبين، مخبتين، منيبين،{ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الممتحنة: 5]." data-share-imageurl="">