مواقف وذكريات

 

مواقف وذكريات

داعية خير

قال الشيخ محمد بن أحمد المنصوري نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام سابقا : زاملت سماحة الشيخ محمد بن عبدالله السبيل قرابة أربعين عاما في مختلف المواقع الإدارية بجهاز الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، كان خلالها نعم الموجه والإداري الحكيم، ولمست منه دومًا وأبدًا التواضع ولين الجانب مع الجميع بدون استثناء. وكان يوصينا بالصبر والاحتساب، ويعالج القضايا والأمور بكل حكمة ورويّة، ويحث الجميع على الإخلاص في العمل وبذل الجهد في مساعدة كل محتاج. ولسماحته جهود كبيرة ومباركة في دعم المشروعات الخيرية وتشجيع القائمين عليها، وبناء المساجد، ومساعدة المحتاجين من طلاب العلم وغيرهم . نسأل الله عز وجل أن يجزيه خير الجزاء على ما قدم، وبذل من جهد وإخلاص، ويجعله ثقيلا في ميزان حسناته.

الحكمة في التصرف

ويقول مدير مصنع كسوة الكعبة الدكتور محمد باجودة : للفقيد مواقف عديدة كنت شاهدتها، ولعل منها ما كنت شاهدًا عليه، وهي تخص أحد الموظفين بالرئاسة، حيث قررنا مع عدد من المسؤولين اتخاذ إجراء صارم بحق الموظف،وهو طوي قيده للمخالفات والمشاغبات والتجاوزات التي كان يحدثها داخل الإدارة وخارجها، مع كثرة في الغياب والتأخر، حيث رفع لفضيلته خطاب القيد بحق الموظف، فما كان منه إلا أن رفض رفضا باتا، معترضا على قطع أرزاق الناس، مقترحا تحويل الموظف إلى إدارة أخرى، مما كان لقراره أثر بالغ، ونقطة تحول في مسار وحياة الموظف العملية، حيث يتربع هذا الموظف الآن مركزًا مرموقًا داخل الرئاسة.

محسن للمحتاجين

ويقول الشيخ محمد ريال السيلاني رئيس إدارة المصاحف: إن فضيلته كان يحسن للمحتاجين دون تفريق بين جنسية وأخرى، خصوصا طلبة العلم، وكبار السن منهم، وحين يتقدم محتاج للشيخ ونطلب منه التأكد والبحث عن حال المتقدم يرفض، ويقول رحمه الله : (لم يتقدم شخص بطلب إلا وهو محتاج، وهو مسلم محل ثقة)، وكان يوصينا بالوقوف مع المحتاجين، والأرامل، والأيتام، وأصحاب الحق الخاص، كما كان يخصص أوقاتا في دروسه في الحرم، أو في مسجده للمحتاجين من طلبة العلم في مواسم رمضان والحج.

يهتم بالفقراء

من جانبه أكد مدير عام المتابعة بالمسجد الحرام الشريف مشهور محسن المنعمي على جانب الخير، وفعله الذي كان يبذله، ومشاهدته لذلك بحكم قربه منه لأكثر من ثلاثين عاما، مشيرا الى أن الشيخ بنى بإسهامات أهل الخير وثقتهم به أكثر من (30) مسجدًا وجامعا في مكة، وكان يرفض أن يكتب عليها اسمه، مؤكدا أنه مؤتمن على أموال الناس، لايحق له التصرف فيها، موضحا أنه كان يعتني بآل البيت، ويذهب معه إلى بعض أماكنهم في وادي فاطمة، ويتحمل مؤونتهم، طالبا مني أن أبحث له دوما عن فقراء آل البيت، معتبرًا محبتهم واجبًا عليه، ومن المواقف ثقته الكبيرة بمولاه، حيث تبرع أحد المحسنين لجامع السماح بحي دغش وقدم مبلغ (500) ألف ريال، وحين انتهائنا من أساسيات المسجد توفي الرجل المتبرع، ورفض أبناؤه إكمال المبلغ، والذي يصل تكاليفه إلى (2) مليون ونصف، فما كان من الشيخ إلا طلب منا إكمال بناء المسجد، ويردد لعل الله يهئ له من يكمله، ولم تمض أيام حتى جاء أحد المتبرعين وأكمل بناء المسجد بتقديم (2) مليون ريال.

ناصح أمين

وقال وكيل الدراسات القضائية بجامعة أم القرى الدكتور علي بن يوسف الزهراني في حديثه ومواقفه عن شيخه : إن الشيخ عرف بالديانة، والنصيحة لولاة الأمر، وله جهود دعوية، وفتاوى في نور على الدرب، وله مؤلفات عديدة ورسائل بحثية متنوعة، والإمامة والخطابة في المسجد الحرام، وكان مدرسا بالتعليم العالي، وعضوا في العديد من اللجان منها هيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي، والحضور في عدد من المؤتمرات والمجامع، وله عناية فائقة بالشعر ونظمه، وإسهامات في هذا الجانب منها النظم في المجال العلمي وغيره، وكان زاهدا بعيدا عن المظاهر، معروفا بالصبر وسعة البال والحلم والورع والتقوى والصدق في القول والعمل، والنصح الصادق للولاة وعموما المسلمين، كما يظهر ذلك من خلال خطبه ومؤلفاته وأعماله وصفاته، وعنده فراسة في النظر في الناس، ومعرفتهم، وله عناية بالتاريخ واللغة» .

المصدر : جريدة المدينة:  13/2/1434هـ 26/12/2012م، العدد: 18144 .

اختيار الموضوع في: 
مواقف وذكريات

داعية خير

قال الشيخ محمد بن أحمد المنصوري نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام سابقا : زاملت سماحة الشيخ محمد بن عبدالله السبيل قرابة أربعين عاما في مختلف المواقع الإدارية بجهاز الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، كان خلالها نعم الموجه والإداري الحكيم، ولمست منه دومًا وأبدًا التواضع ولين الجانب مع الجميع بدون استثناء." data-share-imageurl="">