السبيل كان يحب ستر أمور الناس

 

السبيل كان يحب ستر أمور الناس

وهو زاهد مقتصد، مورده عذب والمورود العذب كثير الزحام

« عدّد فضيلة الشيخ رويبح السلمى مستشار الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى، وأحد الذين لازموا الشيخ محمد السبيّل مزايا ومحاسن وخصال فقيد الأمة. وقال: إنه كان كثيرًا مايوصي العاملين معه بالستر وعدم كشف أمورالناس، فسترالأمور الخاصة، خاصة فيما يحتاج الإنسان إليه من أمور الأخلاقيات وغيرها، يقول: استروا ما استطعتم، أو ما كان الأمر يقتضى ستره، وكان يحب حفظ هذه الأمور وسريتها، ولا أذكرأنه فى يوم من الأيام غضب علينا أو تكلم، وكان إذا طال الجدال نرى منه كثرة الاستغفار وكثرة التسبيح، وكلمات تدل على أن الشيخ لا يريد هذا الأمر، وما تظهر منه إلا كلمة حسنة، ولا أذكر طوال فترة عملنا معه أن غضب، أو ثار على الآخرين.

وقال الشيخ السلمى: نسأل الله جل وعلا أن يغفر للشيخ السبيّل ويسكنه فسيح جناته وأن يجازيه خير الجزاء على ما قدمه لدينه ووطنه، وأما بالنسبة للشيخ رحمه الله فكان دمث الأخلاق إذا ذكر الشيخ محمد السبيّل كأنما يتبادر إلى الأذهان حسن الخلق،حسن الأدب، وسمته وقوله ومجالسته توحى إلى حسن الخلق الذى يتأدب به، والذى يدعو إليه، ويدعو للأخلاق بالسمت والقول، وكان رحمه الله والدًا للجميع من حين المقابلة، ولو لأول وهلة، وكأنه يعرفك، ولا ينزع يده من يدك، وتلك من أخلاق النبوة التي أتصف بها معالى الشيخ محمد السبيّل، وكان هيّنًا قريبًا سهلًا وقريبا من الناس يقف مع الصغير والكبير، سواءً كان موظفًا وفى مجال العمل أو كان محتاجًا، أو كان صاحب مسألة، يستفسر ويسأل عنها في مجال العلم وطلابه ورواده من العلماء، فكان مورده عذبًا والمورد العذب كثير الزحام، علاوة على ما كان ينصح به من يعرفه ومن لا يعرفه، بأن يرفق بهذه الأمة، وأن يرفق بالمحتاج، وأن يكون صابرًا محتسبًا، نصب عينيه مساعدة الشخص وقضاء حاجته ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، بعيدًا عن التكلف، كما هو معروف عنه، زاهدُ مقتصدٌ عاملٌ مدرس معلم مربى أجيال عالم، ووالد لعلماء.

وعن المواقف أثناء العمل مع الشيخ السبيل قال: كل مواقف الشيخ إيجابية، ما نحفظ عنه موقفًا سليبًا، علاوة على أنه كان يفتح بيته وعزائمه الخفيفة ومناسباته التي يحرص عليها المشايخ وطلاب العلم، وهو السهل الهيّن فيها، حتى زواجاته سهل فيها، وما لنا إلا الاقتداء بهذا العالم الجليل الصابر المحتسب، فرحم الله الشيخ، وأسكنه فسيح جناته، وألهم الأمة الصبر والسلوان في فقدانه، ونسأل الله جل وعلا أن يجعل في أبنائه الخير والبركة، ونحمد الله ونشكره كذلك نحسبهم، والله أعلم.

المصدر : جريدة المدينة: 18/2/1434هـ 31/12/2012م، العدد:18149 .

اختيار الموضوع في: 
 

السبيل كان يحب ستر أمور الناس

وهو زاهد مقتصد، مورده عذب والمورود العذب كثير الزحام

« عدّد فضيلة الشيخ رويبح السلمى مستشار الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى، وأحد الذين لازموا الشيخ محمد السبيّل مزايا ومحاسن وخصال فقيد الأمة." data-share-imageurl="">