والده الشيخ العابد عبدالله السبيل

بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة موجزة

للشيخ عبد الله بن محمد السبيل

(1275-1373هـ)

(رحمه الله تعالى)

 

اسمه ونسبه([1])  :

هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد العزيز (السبيل) بن سليمان بن إبراهيم بن عثمان بن حمد آل غيهب. وآل غيهب من بني زيد ، وبنو زيد من قضاعة ، وهي من القبائل القحطانية المعروفة .

وكان جده عبد العزيز المتوفى سنة 1290هـ قد قدم من شقراء إلى عنيزة في حدود عام 1250هـ ، واستقر مقامه بها ، وكان يلقب بالعثمان نسبة إلى جده عثمان، وكان رجلا صالحا، محسنا للفقراء والمساكين، باذلا للمعروف، واشتهر عنه قوله : « يدي هذه سبيل للمحتاجين »، فكانوا يقصدونه لحاجاتهم، وعرف بين الناس بذلك حتى لقب بالسبيل، فصار لقبا له، ولذريته من بعده حتى اليوم.

ولادته ونشأته :

ولد – رحمه الله – في عام 1275هـ في محافظة عنيزة ، وتوفي والداه وهو لم يبلغ سن الخامسة ، فكفله جده عبد العزيز ، ثم انتقل مع عمه سليمان من عنيزة إلى البكيرية عام 1280هـ ، فكانت موطنه ، وفيها كانت نشأته وحياته.

طلبه للعلم وشيوخه :

بدأ طلب العلم في البكيرية حيث حفظ فيها القرآن الكريم كاملاً ، وقرأ التوحيد والحديث والفقه والنحو على عدد من المشايخ من أشهرهم: الشيخ صعب بن عبد الله التويجري ، إمام الجامع في البكيرية ، المتوفى سنة 1339هـ ، كما قرأ على الشيخ رميح بن سليمان الرميح العجمي ، قاضي البكيرية، وإمام الجامع فيها، المتوفى سنة 1344هـ ، وكان وثيق الصلة به ، واستشاره وعمره عشرون عاما تقريبا أن يرحل إلى بلاد الشام؛ ليستزيد من العلم ، فثناه عن ذلك، وأشار عليه أن يرحل إلى الرياض، وقال له : إن فيها من قرابتك وأهل بلدك من تأنس بهم ، ومن يعينك على طلب العلم ، فأخذ برأيه ، ورحل إلى الرياض، وبقي فيها قرابة خمس سنين، تلقى فيها العلم على عدد من المشايخ، من أشهرهم:

سماحة الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ، عالم نجد ومفتيها ، والمقدم فيها ، العالم العَلَم ، سليل العلماء ، المتوفى سنة 1339هـ .

كما قرأ على الشيخ عبد الله بن حسين المخضوب ، قاضي الخرج ، صاحب الخطب المنبرية المشهورة، التي كان يخطب بها كثير من أئمة المساجد في نجد، المتوفى سنة 1317هـ، وغيرهم من المشايخ والعلماء .

وقد قام الشيخ عبدالله السبيل في الرياض بنسخ الكثير من الكتب الشرعية، منها: كتاب الطرق الحكمية، للإمام ابن القيم رحمه الله، ونسخة الكتاب محفوظة في مكتبة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالبكيرية.

وكان من أقرانه وزملائه في طلب العلم : الشيخ فوزان بن سابق بن فوزان الدوسري، القائم بأعمال المفوضية السعودية بالقاهرة ، المولود في القصيم سنة 1275هـ ، والمتوفى بالقاهرة سنة 1373هـ  .

وفي الرياض قرأ القرآن مجودًا ، ثم لما عاد إلى البكيرية تولى إمامة مسجد العبيد منذ تأسيسه، واستمر فيه سنوات عديدة ، كما تولى إمامة مسجد تركي في البكيرية أيضًا.

صفاته وأخلاقه :

كان يرحمه الله رجلا صالحًا ورعًا ، كثير التلاوة لكتاب الله ، مشتغلاً بالعلم وتحصيله، معرضًا عن الخوض فيما لا يعنيه ، محبًا للخير، باذلاً له ، محسنًا للفقراء والمساكين ، يقوم ليله، ويأكل من كسب يده، وقد عمل بعد عودته للبكيرية من الرياض في التجارة، وفتح دكانا فيها، مع قيامه بالإمامة والوعظ فيها.

كان حريصًا على لزوم جماعة المسلمين ، محذرًا من مفارقتهم ، أو الخروج على ولاة أمور المسلمين ، وكان يحذر من ذلك كثيرا، خصوصا زمن فتنة الإخوان عام 1347هـ  التي  انتصر فيها الملك عبدالعزيز رحمه الله في موقعة السبلة المعروفة.

وكان شديد العناية بأبنائه، وتنشئتهم التنشئة الحسنة ، دائم الحث لهم على طلب العلم وتحصيله ، وصرف الأوقات في سبيل ذلك ، ولم يكن رحمه الله يشغلهم أيام الطلب بشيء من الأعمال التي تصرفهم عن ذلك .

وكان أول ما يأمرهم به حفظ كتاب الله تعالى كاملاً ، وكان يأمر الواحد إذا حفظ شيئًا من كتاب الله تعالى أن يكرر تلاوته مائة مرة ، كما كان يفعل رحمه الله ، فإذا أتم الواحد منهم حفظ كتاب الله تعالى أمره أن يبدأ في حضور الدروس والقراءة على المشايخ .

وقد حفظ ثلاثة من أبنائه القرآن الكريم كاملاً .

كما كان يرحمه الله يحثهم على العناية بعلم النحو مع علم الشريعة ، وكان يقول : أرأيتم لو أن رجلاً قرأ (أن الله بريء من المشركين ورسولُه) لو قرأها بالكسر كيف يكون المعنى ؟!

وكان يقول : رحم الله مشايخنا ، كان بعضهم يقول : « لا تشتغل بعلم النحو ، فإنك لن تسأل في قبرك عن زيد وعمرو » فزهَّدوا كثيرًا من الطلبة فيه ، مع أنه خير معين لفهم الكتاب والسنة .

زواجه وذريته :

تزوج رحمه الله امرأتين، الأولى: فاطمة العيون، وأنجبت له: محمدا، وهو أكبر أبنائه، ورقية. والثانية، وهي: مزنة بنت علي البكري، وأنجبت له ستة أبناء، وثلاث بنات، هن: عائشة، ونورة، وحصة.

وأما أبناؤه السبعة فهم :

 – محمد : وهو أكبر أبنائه ، وبه يكنى ، ولد في البكيرية سنة 1310هـ وحفظ القرآن الكريم كاملاً ، وطلب العلم في البكيرية ، ثم رحل في طلبه للرياض ، ثم سافر للكويت ، وعاد للبكيرية إمامًا لأحد مساجدها ، وفيها توفي رحمه الله سنة 1336هـ([2])  .

2- صالح: توفي وهو صغير.

3 – عبد العزيز([3]) : ولد في البكيرية عام 1321هـ ، وحفظ القرآن كاملاً ، وطلب العلم على كبار العلماء ، وذاع صيته بينهم ، حتى صار من كبارهم  ، تولى قضاء البكيرية عام 1360هـ ، وتركه عام 1378هـ ، وفي عام 1386هـ انتقل إلى مكة المكرمة ، ودَرَّس في المسجد الحرام ، وفيها توفي عام 1412هـ .

4-  علي: توفي وهو صغير.

5- محمد : توفي وهو صغير.

6 –  علي : ولد في البكيرية في حدود عام 1335هـ ، وتلقى العلم فيها ، وأنشأ مدرسة للصغار في بيت أهله ، وكان صالحا، كثير التلاوة لكتاب الله، عظيم الخشوع عند تلاوته، توفي سنة 1355هـ .

7 – محمد: إمام المسجد الحرام وخطيبه ، عضو هيئة كبار العلماء ، والرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي سابقًا ، الإمام الجليل ، ولد في البكيرية عام 1345هـ، وهو أصغر إخوته سنًّا ، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره ، توفي رحمه الله عام 1434هـ ودفن بمكة المكرمة.

وفاته :

توفي - رحمه الله تعالى – في البكيرية عام 1373هـ، وبها دفن، تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنته .

 

                                              وكتبه 

                        1434/3/4     عبد المجيد بن محمد السبيل

                                                                                                                                                 

 

([1]) عمل الشيخ عمر السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام رحمه الله شجرة لآل سبيل عام 1417هـ ، وأورد فيها بعض التواريخ والوقائع المتعلقة بالأسرة.

([2]) كتب الشيخ عمر السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام رحمه الله ترجمة للعم منشورة في كتاب علماء نجد خلال ثمانية قرون لشيخي ابن بسام رحمه الله (6/222) .

([3]) كتب الشيخ عمر السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام – رحمه الله – ترجمة للعم منشورة في كتاب علماء نجد خلال ثمانية قرون لشيخي ابن بسام رحمه الله (3/467) .

ملف وورد و PDF: 
المرفقالحجم
PDF icon والده الشيخ العابد عبدالله السبيل.pdf175.8 كيلوبايت
بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة موجزة

للشيخ عبد الله بن محمد السبيل

(1275-1373هـ)

(رحمه الله تعالى)

 

اسمه ونسبه([1])  :

هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد العزيز (السبيل) بن سليمان بن إبراهيم بن عثمان بن حمد آل غيهب." data-share-imageurl="">