من الشبه التي يتداولها البعض أن هذه الأمة لا يقع فيها شرك وهي تقول لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ؟
إن النطق بالشهادتين لا يعصم المسلم من الوقوع في الشرك؛ بل جاء التحذير الشديد للمسلمين من الشرك ، كما في قوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [الروم:31] .
وقد امتدح الله سبحانه وتعالى المؤمنين الذين لا يشركون في عبادته أحدًا فقال: (وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ)[المؤمنون:58-59] .
وقد قال ربنا جل وعلا مخاطبًا نبيه e : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [الزمر :65-66] .
وممّا يدل أيضًا على أن المسلمين معرضون للوقوع في الشرك -مما يتوجب عليهم الابتعاد عنه والحذر منه - ما جاء من تحذيرات على لسان رسول الله e للمسلمين من الشرك والبعد عنه ، ومن ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي e قال : « اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله وما هن؟ قال : الشـرك بالله... » الحديث متفق عليه([1]) .
وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أيضًا قال : سمعت رسول الله e يقول : « قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري ، تركته وشركه » رواه مسلم([2]) . وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على أن النطق بالشهادتين لا يعصم المسلم من الوقوع في الشرك . والله أعلم .
([1]) صحيح البخاري ، رقم (2766) ، صحيح مسلم ، رقم (89) .
([2]) صحيح مسلم ، رقم (2985) .