معنى«وأعوذ بك منك»

القسم
الفرع
العنوان
رقم الفتوى
الأدعية والاذكار
الأدعية
معنى«وأعوذ بك منك»
1095
السؤال: 

ما حكم الدعاء بهذه العبارة  : « وأعوذ بك منك  لا أحصي ثناء عليك » ؟

الاجابة: 

يسن الدعاء بمثل هذه العبارة ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: « فقدت رسول الله e ليلة من الفراش ، فالتمسته ، فوقعت يدي على بطن قدميه ، وهو في المسجد ، وهما منصوبتان ، وهو يقول: اللهم أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك» رواه مسلم([1])  .

قال ابن القيم في كتابه القيم شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل : « إن الغضب والرضاء والعفو والعقوبة لما كانت متقابلة استعاذ بأحدهما من الآخر ، فلما جاء إلى الذات المقدسة التي لا ضد لها، ولا مقابل ، قال : وأعوذ بك منك، فاستعاذ بصفة الرضا من صفة الغضب ، وبفعل العفو من فعل العقوبة ، وبالموصوف بهذه الصفات والأفعال منه ، وهذا يتضمن كمال الإثبات للقدر والتوحيد بأوجز لفظ وأخصره ، فإن الذي يستعاذ منه من الشر وأسبابه هو واقع بقضاء الرب تعالى وقدره ، وهو المنفرد بخلقه وتقديره وتكوينه ، فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن ، فالمستعاذ منه إما وصفه ، وإما فعله ، وإما مفعوله الذي هو أثر فعله ، والمفعول ليس إليه نفع ولا ضر، ولا يضر إلا بإذن خالقه، كما قال تعالى في أعظم ما يتضرر به العبد وهو السحر: (  وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ    ) [البقرة:102] فالذي يستعاذ منه هو بمشيئته وقضائه وقدرته ، وإعاذته منه وصرفه عن المستعيذ إنما هو بمشيئته أيضًا وقضائه وقدره ، فهو المعيذ من قدره بقدره ، ومن ما يصدره عن مشيئة وإرادته بما يصدره عن مشيئته وإرادته ، والجميع واقع بإرادته الكونية القدرية، فهو يعيذ من إرادته بإرادته، إذ الجميع خلقه وقدره وقضاؤه ، فليس هناك خلق لغيره فيعيذ منه هو، بل المستعاذ منه خلق له، فهو الذي يعيذ عبده من نفسه بنفسه، فيعيذه مما يريده به بما يريده به ، فليس هناك أسباب مخلوقة لغيره يستعيذ منها المستعيذ به ، كما يستعيذ من رجل ظلمه وقهره برجل أقوى أو نظيره ، فالمستعاذ منه هو الذنوب وعقوباتها ، والآلام وأسبابها ، والسبب من قضائه والمسبب من قضائه ، والإعاذة بقضائه ، فهو الذي يعيذ من قضائه بقضائه ، فلم يعذ إلا بما قدره وشاءه ، وذلك الاستعاذة منه وشاءها ، وقدر الإعاذة وشاءها، فالجميع قضاؤه وقدره ، وموجب مشيئته ، فنتجت هذه الكلمة التي لو قالها غير الرسول ، لبادر المتكلم الجاهل إلى إنكارها وردها» اهـ . والله أعلم .

 

([1]) صحيح مسلم ، رقم (486) .

يسن الدعاء بمثل هذه العبارة ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: « فقدت رسول الله e ليلة من الفراش ، فالتمسته ، فوقعت يدي على بطن قدميه ، وهو في المسجد ، وهما منصوبتان ، وهو يقول: اللهم أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك» رواه مسلم([1])  ." data-share-imageurl="">