الرحلات الدعوية

كان له رحمه  الله  الكثير من المحاضرات الدعوية والدروس العلمية في كثير من مناطق المملكة.

كما قام رحمه الله بالكثير من الرحلات الدعوية خارج المملكة ابتدأها في عام 1395هـ برحلة إلى جمهورية غينيا في زمن رئيس الجمهورية أحمد سيكتوري.

وكانت آخر رحلاته الدعوية في الخارج لليابان عام 1424هـ.

وتزيد عدد رحلاته رحمه الله على مئة رحلة دعوية، لأكثر من خمسين دولة من دول العالم وهي:

(سلطنة عمان، المغرب، السودان، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، لبنان، الجزائر، مصر، سوريا، إيران، غينيا، مالي، نيجيريا، الكامرون، غانا، غامبيا، أثيوبيا، السنغال، جنوب أفريقيا، كينيا، ألمانيا، السويد، سويسرا، فرنسا، الدانمارك، فنلندا، أسبانيا، النرويج، بريطانيا، فنزويلا، تركيا، اليابان، روسيا، أوزبكستان، طاجكستان، هونج كونج، تايلاند، ماليزيا، أندونيسيا، الصين،  المالديف، الفلبين، بنغلاديش، الهند، كشمير الحرة، وكشمير المحتلة، الباكستان، نيبال، سيرلانكا، كندا، المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية).

 

وفيما يلي بيان تفصيلي لبعض تلك الزيارات:

 

م

الدولة

تاريخ زيارتها

1

سلطنة عمان

  1. شوال 1405هـ

2 – شعبان 1408هـ

3 – 1422هـ

2

المغرب

1 – 1400هـ

2 – رجب 1407هـ

3 – شعبان 1413هـ

3

السودان

شوال 1409هـ

4

الكويت

رجب 1412هـ

5

الإمارات العربية المتحدة

جمادى الثاني 1421هـ

 

6

الكاميرون

ذو القعدة 1401هـ

7

غانا

1 – رجب 1408هـ

2 – شعبان 1409هـ

8

غامبيا

عام 1396هـ

9

أثيوبيا

1 - رجب 1408هـ

  1. – شعبان 1409هـ
  2. - رجب 1419هـ

10

السنغال

عام 1396هـ

2 - 1400هـ

3 - جمادى الثاني 1405هـ

11

جنوب أفريقيا

شعبان 1414هـ

12

كينيا

عام 1414هـ

13

كشمير الحرة

شعبان 1407هـ

14

كشمير المحتلة

رجب 1400هـ

15

الباكستان

1 – صفر 1396هـ

2 – شعبان 1398هـ

3 – ربيع أول 1399هـ

4 – ذو القعدة 1399هـ

5 – محرم 1405هـ

6 – ربيع أول 1406هـ

7 – شوال 1406هـ

8 - شعبان 1407هـ

9 – رجب 1408هـ

10 – شعبان 1408هـ

11 – ذو الحجة 1408هـ

12 – صفر 1413هـ

13 – جمادى الأولى 1413هـ

14 – شوال 1414هـ

16

نيبال

شعبان 1405هـ

17

غينيا

1– رمضان 1395هـ

2 – ذو الحجة 1397هـ

3– ربيع ثاني 1404هـ

4– رجب 1421هـ

18

مالي

1 – ربيع أول 1400هـ

2 – ربيع أول 1405هـ

3 – شوال 1415هـ

19

نيجيريا

1 – شعبان 1401هـ

2 – ربيع أول 1402هـ

3 – ربيع ثاني 1406هـ

20

بريطانيا

1 – شعبان 1402هـ

2 – شعبان 1404هـ

3 – رجب 1406هـ

4 – ربيع ثاني 1409هـ

5 – صفر 1410هـ

6 - جمادى الأولى 1411هـ

21

فنزويلا

شوال 1413هـ

22

تركيا

محرم 1408هـ

23

اليابان

رجب 1424هـ

24

روسيا

صفر 1411هـ

25

أوزبكستان

صفر 1411هـ

26

طاجكستان

صفر 1411هـ

27

هونج كونج

محرم 1405هـ

28

تايلاند

ربيع الأول 1409هـ

29

ماليزيا

1 –ذو الحجة 1410هـ

2 –ربيع أول 1411هـ

3 –ربيع أول 1414هـ

4 –جمادى الأولى 1415هـ

30

أندونيسيا

جمادى الأولى 1411هـ

31

المالديف

صفر 1405هـ

32

بنجلاديش

1 - جمادى الأولى 1403هـ

2 - جمادى الأولى 1405هـ

3 – جمادى الأولى 1413هـ

33

الهند

1 – ربيع ثاني1400هـ

2 – رجب 1400هـ

3 – ربيع أول 1407هـ

4 – رجب 1407هـ

5 – ربيع أول 1408هـ

6 – ربيع أول 1409هـ

7 – جمادى الأولى 1409هـ

8 – رجب 1409هـ

9 – رجب 1418هـ

34

سيرلانكا

صفر 1405هـ

35

الولايات المتحدة الأمريكية

1 – ذو القعدة 1407هـ

2 – عام 1417هـ

3 – جمادى الأولى 1419هـ

4 – عام 1422هـ

 

 

وقد التقى خلال هذه الرحلات بكبار علماء وأعلام العالم الإسلامي من الفقهاء والمحدثين والدعاة والمشايخ ورؤساء المراكز والجمعيات الإسلامية في مختلف دول العالم التي زارها.

كما التقى بعدد من رؤساء الدول الإسلامية وغيرها، منهم: أحمد سيكوتوري رئيس جمهورية غينيا، وبعده الرئيس الجنرال لانسانا كونتي، ومحمد ضياء الحق رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، وغلام إسحاق خان رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، ونواز شريف رئيس وزراء باكستان، وسردار عبد القيوم رئيس وزراء كشمير، وسردار اسكندر نجاة رئيس كشمير،  والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، والملك الحسن الثاني ملك المغرب، والشيخ جابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ سعد العبد الله الصباح ولي العهد الكويتي، وعبد الرحمن سوار الذهب رئيس جمهورية السودان، وحسن الترابي رئيس وزراء السودان، ورئيس وزراء أثيوبيا، والخميني مرشد الثورة في إيران، والجنرال موسى تراوري رئيس جمهورية مالي، والرئيس الفا عمر كوناري رئيس جمهورية مالي، والسيد إبراهيم كيتا رئيس الوزراء فيها، والسيد حسن موسى كمر رئيس جمهورية غامبيا، ورئيس جمهورية نيجيريا، والحاج عثمان شيخو شغري رئيس الحكومة فيها، وملك ماليزيا، ورئيس جمهورية أوزباكستان، وشكر الله مير سعيد رئيس وزراء جمهورية أوزباكستان، وتركات أوزال رئيس الوزراء التركي، وأحمد أهيجو رئيس جمهورية الكاميرون، وعبدو ضيوف رئيس السنغال، والرئيس ليوبولد سنقور رئيس السنغال، وغيرهم من الرؤساء والزعماء، بالإضافة إلى عدد كبير من الوزراء، ورؤساء المراكز والجمعيات في الدول التي يزورها، بالإضافة إلى شخصيات أخرى يجتمع بها من خلال المؤتمرات التي يشارك فيها في الخارج.

كما قام بعض هؤلاء الرؤساء بزيارته رحمه الله في منزله بمكة المكرمة، منهم: الرئيس أحمد سيكوتوري رئيس جمهورية غينيا، والرئيس ألفا عمر كوناري رئيس جمهورية مالي، والرئيس محمد رفيق طرار رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، والشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة، ورئيس وزراء باكستان نواز شريف، ورئيس وزراء مالي عثمان أيسوفي ميغا، وغيرهم كثير من العلماء والأمراء والوزراء ورؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية والدعاة من مختلف دول العالم.

وكانت زيارته الدعوية تحظى باهتمام كبير في الدول التي يزورها ويجد حفاوة وترحيبًا كبيرًا على المستوى الرسمي والشعبي، وقد تحدث الباحث الشيخ / عثمان حسن كانه في رسالته للماجستير عن (واقع الدعوة الإسلامية في غينيا) ([1]) وتحدث عن الزيارة الدعوية الأولى للوالد خارج المملكة لجمهورية غينيا عام 1395هـ والزيارات بعدها لهذه الجمهورية وأثرها في الدعوة إلى الله في جمهورية غينيا، فيقول:

>زيارة فضيلة الشيخ محمد عبدالله السبيل( إمام وخطيب المسجد الحرام المكي الشريف) لجمهورية غينيا بناء على دعوة المسؤول الأعلى للثورة نظرًا إلى مشاعر الصداقة والأخوية الحارة التي كانت تربط بينه وبين المرحوم صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز في المملكة العربية السعودية قام فضيلة إمام المسجد الحرام بزيارة إلى جمهورية غينيا في الفترة من يوم الجمعة 27 رمضان إلى يوم الاثنين 7 شوال 1395هـ الموافق 3-13 أكتوبر 1975م ([2]).

خلال إقامته في غينيا تمكن فضيلة الإمام بصحبة الأمين العام للحزب الديمقراطي الغيني من الاتصال بالمسلمين المناضلين وذلك حسب البرنامج التالي:

يوم الأحد 29 رمضان  1395هـ الموافق 5 اكتوبر 1975م ( مدينة كمسارا، ومدينة بوكي، ومدينة فريا)، يوم الاثنين 30 رمضان 1395هـ الموافق 6 اكتوبر 1975م ( مدينة تليملى، مدينة كنديا، ومدينة فور كاريا)، يوم الثلاثاء غرة شوال 1395هـ الموافق 7 اكتوبر 1975م ( عيد الفطر المبارك بمدينة كوناكري) يوم الأربعاء 2 شوال الموافق 8 اكتوبر 1975م (مدينة نزر كورى، ومدينة فرانا)، يوم الجمعة 4 شوال الموافق 10 اكتوبر (مدينة دابولا، مدينة دنغيراى، ومدينة بانكو ) يوم السبت الموافق 5 شوال الموافق 11 اكتوبر ( مدينة البدريا، ومدينة كسدغو،ومدينة ماسنتا، ومدينة غيكدو)، يوم الأحد 6 شوال الموافق 12 اكتوبر صلاة الظهر في مسجد كورونتين – كوناكري الأولى – وأخير يوم الاثنين 7 شوال الموافق 13 اكتوبر ( صلاة العصر في مسجد كوناكري الثانية ).

وكان الشيخ محمد بن عبد الله السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة قد زار جمهورية غينيا ثلاث مرات([3]). كانت زيارته الأولى في آخر شهر رمضان 1395هـ، وزيارته الثانية في أول شهر ذي  الحجة 1397هـ، وزيارته الثالثة في شهر ربيع الثاني عام 1404هـ.

وكان الغرض من زيارته الأولى والثانية أداء صلاة عيد الفطر في الأولى وعيد الأضحى في الثانية وإلقاء المحاضرات الدينية والوعظ والإرشاد في كل مقاطعات غينيا السالفة الذكر حيث البرنامج كان معدًا من قبل حكومة غينيا. وأما الغرض من زيارته الثالثة فكان ضمن وفد من المملكة العربية السعودية وبعض الوزراء وذلك لحضور افتتاح مسجد الملك فيصل في شهر ربيع الثاني عام 1404هـ يومًا واحدًا فقط حيث كان الوصول ليلة الجمعة والمغادرة ليلة السبت فتم حفل خطابي بعد صلاة الجمعة وقد ألقى وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل كلمة مناسبة للافتتاح، وكذلك ألقى الشيخ محمد بن عبدالله السبيل خطبتي الجمعة وصلى بهم صلاة الجمعة، وكذا ألقى الرئيس أحمد سيكو توري كلمة بمناسبة الافتتاح واستمر الاحتفال إلى صلاة العصر وصلى الشيخ السبيل بهم صلاة العصر، وقد استفاد الرئيس الراحل سيكو توري من ارشاداته حيث يقول الشيخ السبيل إنه قد لاحظ الفرق بين زيارته الأولى والثانية لغينيا، ومن أهم الفروق أنه لاحظ أن مظاهر الشيوعية ظاهرة وشعاراتها كانت واضحة في أول زيارة كانت صورة لينين معروضة في الشوارع تمجيدًا له؛ وأما في زيارته الثانية فلم ير أي أثر لهذه المظاهر ولقد طرحت هذه الصورة وقد أمر الرئيس الراحل بتشكيل المجلس الإسلامي للعمل بما ورد في خطب الشيخ ومواعظه من أحكام الشريعة وكان الرئيس أحمد سيكو توري يلازم الشيخ ملازمة تامة في زيارته الأولى والثانية ولا يفارقه إلا في وقت الراحة.

وكانت زيارته داخل غينيا بواسطة طائرتين عاموديتين صغيرتين يركب الرئيس مع الشيخ في إحداهما مع كبار المسؤولين وفي الأخرى المرافقون من العسكريين والإعلاميين وكان الرئيس يحضر كل الخطب والمواعظ ولا يغيب عن واحدة منها، كما كان من اهتمام الرئيس فتح الحدود لجميع الدول المجاورة لاستماع خطب الشيخ ومواعظه بدون تأشيرة كما كانت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تنقل مواعظ الشيخ مباشرة ويقول شهود العيان أن الرئيس الراحل كان يقدم للشيخ نعله<([4]) .

 

وأشير إلى بعض الأهداف والمقاصد لهذه الزيارات:

1 -  بيان العقيدة الصحيحة، والتحذير من الشرك ووسائله، وبيانه لهدي النبي r وسنته، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، والدعوة إلى التمسك بها، والعض عليها بالنواجذ.

2 - تحذيره من الفرق الضالة والمذاهب الهدامة التي وجدت في بعض الدول كالقاديانية وغيرها.

3 - حرصه على بيان ما خص الله به هذا الدين عن سائر الأديان، وما خص الله به نبينا محمدًا e، والذي بشر به عيسى عليه السلام، ومذكور وصفه في التوراة والإنجيل وأنه رسول للناس أجمعين وهو رحمة للعالمين وأن شريعته ناسخة لجميع الشرائع ووجوب العمل بها وتحكيمها.

4 - بيانه جهود العلماء المخلصين في خدمة هذا الدين حديثًا وفقهًا من الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الإسلام وبيان فضلهم وصحة مناهجهم والتحذير من التنقص من قدرهم أو التعصب لأقوالهم وترك العمل بالدليل.

5 الحث على تكاتف جهود الجمعيات والمراكز والمدارس الإسلامية لتحقيق المقاصد الشرعية وتحسين صورة المسلمين، والحذر من الفرقة والاختلاف والتحزب.

6 حث الناس على العمل الجاد، والإخلاص فيه لعمارة الأرض وعزة الإسلام والمسلمين، مبينًا لهم حال الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، مذكرًا بقول المصطفى e: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) وكان يحذرهم من الكسل والخمول، والاتكال على الغير، وتضييع الخيرات، والمصالح المتوفرة في بلاد المسلمين، كما ينبه رحمه الله على أهمية العناية بالجانب الاقتصادي للدولة؛ لأنه سبب في نهوضها بإذن الله، واستغناء أهلها، واستقلالهم في قراراتهم وسياساتهم.

7 – دعوة المسلمين للتحلي بالأخلاق الإسلامية، والآداب الشرعية، وحثهم على حسن تعامل المسلم مع إخوانه المسلمين، بل ومع غير المسلمين عملًا بقوله تعالى: ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) [البقرة: 83]، وقوله تعالى: ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) [الممتحنة: 8].

ومن أخباره وذكرياته رحمه الله في هذه الزيارات الدعوية والتي توضح بعض هذه الأهداف والمقاصد:

1 – في زيارته لباكستان في شهر ذي القعدة عام 1399هـ ألقى رحمه الله كلمة بحضور الرئيس محمد ضياء الحق حذر فيها سماحته من التعلق بالقبور والأولياء والصالحين والتوسل بهم واستدل بالآيات والأحاديث وبيان حال الصحابة والسلف وأنهم لم يفعلوا شيئًا من هذا بل كانوا ينهون عنه وقد حصل على أهل المدينة حروب ومضايقات من الجوع والقحط فلم يكونوا يذهبون إلى قبره صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق على الإطلاق ولم يتوسلوا به وإنما كانوا يلجأون إلى الله تعالى فكيف يتوسل مسلم بأحد من الصالحين وغيرهم !!.

2 - في زيارته عام 1396هـ لجمهورية السنغال ألقى رحمه الله في هذه الرحلة خطبة الجمعة في الجامع الكبير في داكار وقام بزيارة لمدينة تيقاون وتوجه ومن معه لمسجد المدينة. يقول الوالد رحمه الله: لما دخلنا المسجد لأداء تحية المسجد رأيت بناية في القبلة في وسط المسجد فقلت: ما هذه ؟ فقالوا: إنه قبر الشيخ مالك سي فانصرفت وخرجت من المسجد، فقالوا: ما السبب ؟ فقلت لهم: لا نصلي في مسجد فيه قبر، إسلامنا وديننا يمنعنا من ذلك، فقال أحد الحضور: الصلاة ليست لصاحب القبر، فقلت: نعم، ولكن نصلي لله في مكان آخر، ثم التفت الوالد على الشخص الذي رتب الزيارة وعاتبه على ذلك، ثم ذهب الجميع لمكان مجاور للمسجد وألقى سماحته كلمة كان موضوعها التحذير من مشابهة أهل الكتاب وذكر الأحاديث في ذلك وشرح حديث: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ثم ذكر حقيقة دين الإسلام وبيان التوحيد والعبادة التي أمرنا الله بها ورسوله e.

3 – في عام 1396هـ قام بزيارة لجمهورية غامبيا وزار مدينة (إيركاما) وألقى في مسجدها محاضرة تكلم فيها عن التوحيد، وحذر من القاديانية، واستمرت قرابة الساعتين، وفي نهايتها قام الزعيم الديني لهم وشكر الشيخ على كلمته ونادى بأعلى صوته في الحضور: لا قاديانية بعد اليوم في غامبيا، وكرر هذا مرارًا، وكان هذا بتوفيق الله سببًا في رجوع المئات أو الآلاف منهم عن معتقد هذه الفرقة الضالة.

وكان مما حذر منه سماحته في زيارته هذه التصوف الذي كان منتشـرًا في جمهورية غامبيا، وكان يحذر كثيرًا من أتباع المدعو إبراهيم إيناس والذي يزعم أنه بمنزلة الرسول أو أنه هو محمد e لقيامه مقامه.

4 - في عام 1409هـ سافر لجمهورية باكستان الإسلامية لحضور مؤتمر تطبيق الشريعة الذي دعا له رئيس الجمهورية محمد ضياء الحق، وألقى الوالد رحمه الله كلمة أكد فيها على أهمية تطبيق الشريعة وأورد النصوص الشرعية الدالة على وجوب ذلك ثم صلى بالناس الجمعة في مسجد الملك فيصل بإسلام آباد والتقى بعد الصلاة بفخامة الرئيس في منزله فأهداه مصحفًا وقال: هذا كتاب الله، أدعو الله أن يوفقكم لتجعلوه دستورًا لبلادكم.

5 – في عام 1395هـ قام سماحته بزيارة لجمهورية غينيا وكان من ضمن المدن التي زارها في جولته في الجمهورية مدينة كنكان وألقى خطبة جاء فيها: إننا نطلب من فخامة الرئيس أحمد سيكوتوري أن يحكم كتاب الله وسنة رسوله e ويسير على هذا المنهج لأنه الطريق المستقيم والطريق الأقوم وطريق النبي e والصديقين والصالحين.

ويقول الوالد رحمه الله: لما مررنا في طريقنا من المطار إلى مكان الاستقبال مررنا بعمارة كبيرة مكونة من عدة طوابق فالتفت عليَّ فخامة الرئيس أحمد سيكوتوري وقال: إن هذه العمارة فندق وقد كان مكانها سابقًا شجرة كبيرة يقصدها الناس ويتبركون بها فأمرت بقطعها فشكرته على ذلك وأخبرته بفعل عمر رضي الله عنه عندما قطع شجرة الرضوان لما رأى الناس يقصدونها فسر الرئيس بذلك كثيرًا.

وبعد تلك الزيارة أمر الرئيس أحمد سيكوتوري بإنشاء وزارة مستقلة تعنى بالشؤون الإسلامية، فكانت بشرى للمسلمين هناك، وتبعته دول أفريقيا، حيث أنشأت الكثير منها وزارات خاصة تعنى بالشؤون الإسلامية في بلادها.

6 - في زيارته عام 1400هـ لجمهورية السنغال التقى سماحته برئيس الجمهورية ليوبولد سنقور (نصراني) والذي رحب بسماحته وأبدى إعجابه بالدين الإسلامي واللغة العربية وأخبر أنه قرر تدريس اللغة العربية في المدارس الرسمية قبل جميع الدول الزنجية في أفريقيا وأن أخته لما ذكرت رغبتها في دخول الإسلام شجعها على ذلك. وقد شكره سماحته وشرح له قوله تعالى:  «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى».

وأهداه الوالد بعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام باللغة الفرنسية وقال له: إننا نعرف أنك من أهل الفكر والثقافة، وأرى أن أنسب هدية لمن هذه صفته هي الكتب التي يسعد بها أمثالكم. وقام الرئيس بتقليد الوالد أعلى وسام في الدولة والذي يقلد عادة لرؤساء الدول.

7 - في عام 1396هـ قام الوالد بزيارة لجمهورية غامبيا، والتقى فيها برئيس الجمهورية بالنيابة السيد حسن موسى كمر (والرئيس ونائبه مسلمين) وتحدث معه الوالد طويلًا وكان مما قاله: ما دام أننا مسلمون ونعتز بإسلامنا فلا يليق بنا أن نبقي قوانين الاستعمار عندنا بعدما أبعدناه عن بلادنا وإن حكم الله ورسوله e هو غاية العدل والحكمة والمساواة ولا يكمل إسلامنا إلا بذلك فقال رئيس الجمهورية بالنيابة: نعم هذا هو الصحيح، وسنسعى لذلك.

8 - في عام 1400هـ زار الوالد رحمه الله جمهورية مالي والتقى برئيس الجمهورية الجنرال موسى تراوري. وفي هذه الزيارة صلى سماحته في مسجد الأسكياء صلاة الظهر ثم ألقى كلمة وموعظة للحضور بعدها ألقى الوالي سؤالا عن القبض والإرسال في الصلاة وأيهما أولى ؟ فأجاب رحمه الله ببيان أفضلية القبض وذكر الأحاديث الدالة على ذلك لا سيما ما ذكره الإمام مالك في الموطأ والحديثين اللذين ساقهما وبين أن ذلك من سنن الصلاة الفعلية وأن الصلاة صحيحة، ولو لم يقبض، إلا أن الأفضل القبض لثبوت السنة بذلك، ثم ساق كثيرًا من سنن الأقوال والأفعال في الصلاة وأنه لا ينبغي الخلاف والشقاق والنزاع في مثل هذه المسائل الفرعية التي ليست من واجبات الدين وأن الواجب على المسلمين أن تتفق كلمتهم ويتعاونوا على البر والتقوى والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن وضرب كثيرًا من الأمثلة في المسائل الخلافية التي كان بعض أهل العلم يراها وبعضهم لا يراها ولم يحصل بينهم جدال ولم يعب بعضهم على بعض، وقال سماحته: عليكم أيها المسلمون أن تتمسكوا بسنة نبيكم وأن تبتعدوا عن هذه الخلافات التي لا تجدي شيئًا بل ربما كانت سببًا للفرقة والاختلاف، ثم أفاض رحمه الله في الكلام على هذا الموضوع، والحث على اجتماع الكلمة.

 ولما خرج من المسجد ووصل إلى مقر الإقامة جاء الوالي وكثير من المرافقين وشكروا سماحته على هذا البيان والتوضيح وقالوا نرجو أن تكون هذه الكلمة حاسمة للخلاف المنتشر في هذه الجمهورية بسبب هذه المسألة.

وأذيع هذا الجواب في الإذاعة المحلية مرارًا، وانتفع به الناس كثيرًا بفضل الله تعالى.

 

وكان لهذه الزيارات بفضل الله ثمرات عديدة:

منها: دخول خلائق كثيرة في الإسلام، ورجوع كثير من أهل الضلالات والبدع للتمسك بالسنة والسير عليها.

ومنها: إصلاحه بين المسلمين في بعض الدول التي زارها وانقطاع كثير من الفتن التي كانت فيها.

ومنها: مشاركته في العديد من المؤتمرات الإسلامية في العديد من دول العالم، كان لها أثرها البالغ في بيان حقيقة الإسلام، وافتتاحه لكثير من المساجد والمدارس والمراكز والجمعيات الإسلامية في دول إسلامية وغير إسلامية، ودعمها وتوجيهها للتمسك بالمنهج الصحيح، وغير ذلك كثير.

 

ومن أخباره وذكرياته رحمه  الله الموضحة لهذه الثمرات:

1 - في عام 1405هـ حضر الاجتماع الذي عقد في مدينة بشاور بجمهورية باكستان الإسلامية لمدة أربعة أيام من يوم 18/1/1405هـ لدراسة أحوال المجاهدين الأفغان ومحاولة تصفية العلاقات بينهم والتقى سماحته برئيس الجمهورية محمد ضياء الحق والدكتور محمد خالد وزير الأوقاف والشؤون الدينية في منطقة سراحد والشيخ سياف رئيس اتحاد الأفغان وغيرهم وألقى الشيخ خطبة الجمعة في حي المهاجرين المسمى حي دار الهجرة واستمرت الاجتماعات بمقر الهلال الأحمر السعودي بيشاور.

وقد كانت للمجاهدين عدة جمعيات ومنظمات تبلغ خمسين منظمة وأمر الرئيس ضياء الحق أن تدمج في سبع منظمات فقط، ثم دمجت جميعها في اتحاد واحد وجعل أميرهم عبد رب الرسول سياف لكنهم بعد ذلك اختلفوا عليه وتفرقوا.

2 - في عام 1414هـ حضر سماحته المؤتمر الثاني لعلماء باكستان حول قضية أفغانستان المنعقد في بيشاور والتقى في زيارته بالشيخ صبغة الله مجددي والشيخ يونس خالص والشيخ محمد نبي محمد وألقى الوالد في المؤتمر كلمة أثنى فيها على الجهاد الأفغاني ضد السوفييت، لكنه تأسف لما وقع بين قادة الأفغان من خلافات وأوصاهم بتقوى الله وجمع الكلمة ورافقه في هذه الزيارة معالي الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام، وعضو هيئة كبار العلماء.

وقد ناقش المؤتمر إمكانية إرسال وفد مصالحة إلى أفغانستان وقد حضر بعض جلسات المؤتمر الرئيس الأفغاني السابق صبغة الله مجددي وكان جميع الحضور للمؤتمر من علماء باكستان وأفغانستان ولم يحضر من الدول العربية أو الإسلامية الأخرى أحد سوى سماحة الوالد ومعالي الشيخ صالح بن حميد.

وقد تم إرسال برقية إلى الرئيس برهان الدين رباني ورئيس الوزراء قلب الدين حكمتيار طالبهم فيها رئيس المؤتمر سماحة الشيخ محمد السبيل باسم المؤتمرين وقف إطلاق النار وحقن دماء المسلمين.

3 - في عام 1415هـ قام سماحته بزيارة لجمهورية مالي على رأس وفد يضم في عضويته معالي الدكتور أحمد محمد علي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي حينذاك، ومعالي الدكتور محمد الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، وغيرهم.

وتم في هذه الزيارة الالتقاء برئيس الجمهورية السيد ألفا عمر كوناري ورئيس الوزراء السيد إبراهيم كيتا وعدد من الوزراء.

وكان الغرض من الزيارة هو الإصلاح بين القبائل المتقاتلة، حيث يعاني شمال البلاد من القتال والسلب في صفوف القبائل الشمالية بين العرب والطوارق والسود في منطقة (أزواد)، وقد قتل في هذه الفتنة عدد كبير من النساء والأطفال، فسعى سماحته للإصلاح بينهم، والتقى بالكثير من زعماء القبائل والوجهاء، وسافر لعدد من المناطق، وألقى الكثير من الكلمات، واجتمع بالعديد من كبارهم، فانطفأت نار تلك الفتنة، واجتمعت الكلمة بينهم بتوفيق الله، وكان هذا الأمر محل ثناء وعرفان من الحكومة المالية.

يتحدث معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام عن هذه الزيارة التي كان لها الصدى الواسع لدى المهتمين بالشأن الإسلامي فيقول:

( ومن دلائل حكمته وفضله وثقة المسلمين فيه أنه قام عام 1415هـ، بزيارة إلى جمهورية مالي بدعوة من رئيسها ألفا عمر كوناري، وكان يرافقه في هذه الزيارة معالي الدكتور محمد أحمد علي -رئيس بنك التنمية الإسلامي-، وطلب الرئيس من الشيخ أن يقوم بجهود الصلح بين بعض القبائل هناك وكان قد أوشكت أن تقوم بينهما حرب أهلية، فما كان من الشيخ بتوفيق الله له ثم بحكمته وعلمه وحسن تصرفه إلا أن قام بجهود مباركة أثمرت عن قبول الصلح وحقن الدماء في ذلك البلد المسلم وحمد الناس له مساعيه المشكورة.

ومما يحفظ للشيخ كذلك رحمه الله أنه قال في أحد لقاءاته لبعض رؤساء الدول التي يتكون شعبها من مسلمين وغير مسلمين والبلد يسوده الهدوء والنظام والرئيس غير مسلم قال له الشيخ مذكرًا ومنبها: إن العدل وملاحظة حقوق الناس والنظر إليهم بالسوية هو الذي يحقق هذا الهدوء والانتظام والرضا، أما الظلم والجور فإنه عدو الشعوب وعدو الاستقرار وكان لهذه الكلمات موقعها وأثرها على ذلك الرئيس كما قال الحاضرون، فرحم الله الشيخ ما أحكمه وما أعقله)

ويقول معالي الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام:

( وقد عني - رحمه الله- بالرحلات الدعوية فلا تكاد تمر سنة إلا وله مشاركات في الدعوة إلى الله خاصة في باكستان والهند وجاليتيهما في أمريكا وأوربا وغيرهما، وله عندهم مكانة مرموقة استثمرها في حبهم للحرمين وأئمتهما وعلمائهما في نشر المعتقد الصحيح والمنهج القويم).

ويقول فضيلة الدكتور محمد المنيعي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى:

( يذكر لي فضيلة الوالد الشيخ سليمان المنيعي أنه رافق الشيخ في أكثر من عشرين رحلة، وكان الشيخ من محاضرة لمحاضرة، ربما الصباح ثلاث محاضرات، وبعد العصر محاضرة، وبعد المغرب، وبعد العشاءي، فانا أصغر سنًا من الشيخ، ولكني لا أستطيع أتجاوب مع حضور كل هذه الجلسات.. رحلاته في الخارج أكسبته أن العلماء يتواصلون معه سواء عبر الهاتف أو غيره، ولا يأت وفد للعلماء من أنحاء الدول التي سافر إليها، إلا ولابد من زيارتهم له في بيته، ومن زيارة له في مكتبه، ويهديهم كتبًا من الرئاسة، ومن مؤلفاته، ومما عنده)([5])  .

ويضيف الدكتور سعيد أحمد، المدرس بالمدرسة الصولتية فيقول:

( كان رحمه اللّه تعالى أول أئمة المسجدين المنيفين منْ سافر خارج بلاد الحرمين الشريفين، كخير ممثل للإسلام، وعالمية هذا الدين، وخير قائم بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالحسنى, سافر إلى شرق العالم وغربه وإلي شماله وجنوبه، وإلى البلاد الإسلامية فى آسيا وفى أفريقيا، وزار الأقليات المسلمة في أوروبا وأمريكا, حيث تقيم فيها الجاليات المسلمة المهاجرة من شبه القارة الهندية باكستان والهند وبنجلاديش, ومن البلاد العربية.

فكان سماحته فى رحلاته خير نديم لرفقائه, وأفضل خطيب لمستمعيه, مطّلع على أحوال من يخاطبهم، فتكون كلمته أنسب مقال للحال  والمخاطبين، فإذا سافر إلى باكستان وكان كثير السفر إليها يحسبه أهله كأنه إمامهم، ومنهم، ومرشدهم، وخطيبهم، وعظيمهم الروحي, وإذا سافر إلى الهند كان حديثه يناسب حالهم، وما يعالج قضاياهم. سافر الشيخ محمد السبيل إلى كشمير فلم ينس قضيتهم، ونصرتهم بالدعوة، والدعاء إلى آخر خطابه وخطبته, وإذا سافر إلى بلاد الغرب لزيارة الأقليات المهاجرة من إخوانه المسلمين, فكان خير ناصح وواعظ لهم، يحثهم على الثبات على دينهم، و التمسك بتقاليدهم.

وكان يشارك فى المؤتمرات والندوات العالمية, وشارك عدة مرات معنا فى مؤتمراتنا حول عقيدة ختم النبوة، والرد على مدّعى النبوة كذبًا, وألف فى موضوع ختم النبوة تصنيفًا لطيفًا, وكان كثير الاهتمام بهذه القضية).

 

لمشاهدة فديوهات بعض هذه الرحلات:(http://alsubail.af.org.sa/ar/media/visit)

لمشاهدة صور بعض هذه الرحلات:  (http://alsubail.af.org.sa/gallery)

 

 

 

([1]) مطبوعات: رابطة العالم الإسلامي، المعهد العالي لإعداد الأئمة والدعاة والخطباء بمكة المكرمة، رسالة ماجستير عام1415هـ، إشراف د/ محمد ظاهر أسد الله .

([2]) ينظر كتاب : زيارة إمام الحرم المكي الشريف، الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد السبيل، مطبعة باتريس، لوموقبا كوناكري في نوفمبر 1976م .

([3]) قام الوالد رحمه الله بعد ذلك بزيارة رابعة لهذه الجمهورية عام 1421هـ .

([4])  واقع الدعوة الإسلامية في غينيا

([5]) مداخلة في البرنامج التلفزيوني (أهم عشرة)، رمضان عام 1434هـ .

كان له رحمه  الله  الكثير من المحاضرات الدعوية والدروس العلمية في كثير من مناطق المملكة.

كما قام رحمه الله بالكثير من الرحلات الدعوية خارج المملكة ابتدأها في عام 1395هـ برحلة إلى جمهورية غينيا في زمن رئيس الجمهورية أحمد سيكتوري.

وكانت آخر رحلاته الدعوية في الخارج لليابان عام 1424هـ." data-share-imageurl="">