عندما يمر علي اسم الرسول e وأصلي عليه ، فما هو الأجر المترتب على ذلك ؟ وما الأحاديث الدالة في ذلك ؟
الصلاة على النبي e من أفضل الأعمال وأجلها،فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالصلاة عليه e فقال : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) [الأحزاب:56] فأخبر سبحانه أنه يصلي على الرسول e،وأن الملائكة يصلون على الرسول e ، فأنتم إذا كنتم مؤمنين بالرسول صلوا عليه وسلموا تسليما . وصلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة الدعاء . قال ابن عباس رضي الله عنهما : يصلون يبركون على النبي، أي يدعون له بالبركة .
ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام بيّن لنا ما يترتب على الصلاة عليه e كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله e : « من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا » رواه مسلم([1]) . أي : رحمَهُ ، وضاعفَ أجره ، كقوله تعالى : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) [الأنعام:160].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله e قال : « أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة » رواه الترمذي وحسنه([2]) . لأن كثرة الصلاة منبئة عن التعظيم ، المقتضي للمتابعة ، الناشئة عن المحبة الكاملة ، المرتبة عليها محبة الله تعالى ، قال تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [آل عمران :31] .
وعن أبي طلحة رضي الله عنه: « أن رسول الله e جاء ذات يوم والبشر في وجهه فقال : جاءني جبريل فقال: إن ربك يقول : أما يرضيك يا محمد أن لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا» رواه النسائي وابن حبان والحاكم([3]) .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله e : « من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحطت عنه عشر خطيئات ، ورفعت له عشر درجات » رواه النسائي وابن حبان والحاكم([4]) . والله أعلم.
([1]) صحيح مسلم ، رقم (408) .
([2]) سنن الترمذي ، رقم (484) .
([3]) سنن النسائي ، رقم (1295) ؛ صحيح ابن حبان ، رقم (915) ، المستدرك للحاكم ، رقم (3575) .
([4]) سنن النسائي ، رقم (1297) ؛ صحيح ابن حبان ، رقم (904) ؛ المستدرك للحاكم ، رقم (2018) .