ما معنى الحب في الله ، والبغض في الله ؟
الحب في الله يكون لأوليائه وأصفيائه ، تحبهم لما هم عليه من طاعة الله وامتثال أمره ، والبغض في الله يكون للفسقة والظلمة وأرباب المعاصي ، تبغضهم لما هم عليه من مخالفة أمر الله تعالى وأمر رسوله e .
فإذا رأيت رجلا مستقيما في دينه، محافظا على صلاته، كافًّا لسانه عن الناس، فإنك تحبه في الله لما فيه من الخصال الطيبة .
وإذا رأيت صاحب معاصي وذنوب، فإنك تبغضه في الله . والحب في الله والبغض في الله من أجل الطاعات ، فقد جاءعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله e : «أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله» رواه أبو داود([1]) . وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله e قال : « أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله ، والحب في الله ، والبغض في الله عز وجل» رواه الطبراني في الكبير([2]). وقد جاء في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي e : « لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر ، بعد إذ أنقذه الله ، وحتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما » رواه البخاري([3]) .
ومن ثمرات الحب في الله : أن الله عز وجل يحبك كما أحببت فيه ن فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي e « أن رجلا زار أخًا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا ، فلما أتى عليه قال أين تريد؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية ، قال : هل لك عليه من نعمة تَرُبُّها؟ قال : لا ، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه» رواه مسلم([4]). والله أعلم .
([1]) سنن أبي داود ، رقم (4599) .
([2]) المعجم الكبير، رقم (11537) .
([3]) صحيح البخاري ، رقم (6041) .
([4]) صحيح مسلم ، رقم (2567) .