العساف: الشيخ السبيل إداري محنك
ويدعو بالهداية لمخالفيه في الرأي
قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن حمد العساف مستشار الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي : إن الشيخ السبيّل كانت له مكانة فى قلوب المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، وكان عندما يزور البلدان الإسلامية يخرج أهالي المناطق عن بكرة أبيهم؛ ليشاهدوا طلة الشيخ الورع الزاهد، وأتذكر في ليلة إحالته للتقاعد كنا معه، وكان يقول: الحمد لله أنى أُحلتُ للتقاعد وخدمت سنين طويلة، ولم يشتك منى أحد.
وقال العساف: لقد صحبتُ سماحة الشيخ محمد بن عبدالله السبيّل رحمه الله رحمة واسعة، وحشره فى زمرة الصالحين والأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، صحبته سنوات عديدة، ورأيت منه الخلق الحسن، وطيب الكلام، وطيب المعشر، والنصح والتوجيه لنا نحن منسوبي هذه الرئاسة، وقد كان رئيسًا عامًا علينا ينصحنا ويوجهنا أحسن توجيه، ويشجع من يعمل، ويوصينا بالوصايا الحسنة، فجزاه الله عنا خير الجزاء . وكان عندما يوجّه العاملين معه يكون حسنًا في التوجيه، ولما يرفض طلبًا يخرج من يرفض طلبه وهو راضٍ عن هذا الرفض، فجزاه الله عنا خير الجزاء.
وكان أيضًا يلقى الدروس في المسجد الحرام بعد صلاة الظهر وهو على إعياء وتعب من الدوام الوظيفي، لكن ذلك لم يفت من عضده في إلقاء الدروس، ويرجع إلى دوامه، ويكمل إجراءات التوقيع على المعاملات ومراجعة ما يحتاج للمراجعة.
وعن أبرز المواقف مع الشيخ السّبيل قال العساف: عندما تعيّنتُ في الرئاسة عام 1419 جئت أطلب منه النصيحة والتوجيه، فكان جزاه الله خيرًا جلس معي جلسة مناصحة، ليبين لي أسلوب العمل الحقيقي الذى لازلت أستفيد منه إلى يومنا هذا وحتى ألقى الله تعالى .
وعن زياراته الخارجية قال العساف: كان عندما يزور بعض البلدان كان له فى قلوب المسلمين حب وتقدير كبير، وكان الناس يشعرون أن سماحة وورع العلماء وصل إليهم في بلادهم، ويحدثني من رافقه في إحدى زياراته لإحدى الدول أن المدينة التي وصل إليها- وهى مدينة كبيرة- خرجت عن بكرة أبيها تستقبل الشيخ، وتريد أن ترى طلة الشيخ، فرحمه الله، وجمعنا به فى جنات النعيم، وجزاه الله خيرًا، وجعل الله قبره روضة من رياض الجنة، ورحمه وجزاه الله عنا خير الجزاء، وجمعنا وإياه في جنات النعيم .
المصدر : جريدة المدينة:6/2/1434هـ 19/12/2012م، العدد:18137 .