هل صحيح أن العين إذا دامت في المعيون طويلًا لا تزول إلا بموت صاحبها؟
لا نعلم في الشرع ما يدل على أن العين إذا دامت في المعين طويلًا لا تزول إلا بموت صاحبها ، غير أن الوارد أن على المسلم أن يحصن نفسه بالإيمان بالله ، والتوكل عليه، وقراءة ورد من القرآن ، والأدعية المأثورة ، وإذا علم المعان من أصابه بعينه ، فإنه يشرع له أن يطلب من العائن أن يغسل وجهه ويديه وداخلة إزاره في إناء ، ثم يغتسل المعان بذلك ؛ وذلك لما رواه مالك وغيره : « أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف يغتسل ، فقال : واللَّه ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة . قال : فلَبِط سهل ، فأتي رسول الله e فقيل: يا رسول الله ، هل لك في سهل بن حنيف، والله ما يرفع رأسه؟ فقال : هل تتهمون له أحدًا ؟ قالوا : نتهم عامر بن ربيعة ، قال : فدعا رسول الله e عامرًا ، فتغيظ عليه ، وقال : علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت! اغتسل له ، فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ، ثم صب عليه ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس»([1]) ؛ ولقول عائشة رضي الله عنها: « كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين» رواه أبو داود([2]) . والله أعلم .
([1]) الموطأ ، رقم (1973) .
([2]) سنن أبي داود ، رقم (3880) .